السبت، 31 ديسمبر 2011

سنة عصيبة



ها هو العام 2011 يمضى ويخلف وراءه اشتاتا كثيرة واحداثا تناثرت على مدى ايامه وشهوره اثرت بصورة مباشرة على الواقع السودانى... فقد استبشر الماطن السودانى خيرا بقدومه وهو يحمل حكومة جديدة افرزتها انتخابات حرت فى العام الماضى وان كانت لا ترقى لطموح الديمقراطييين الا ان هناك العديد من القوى السياسية اعتبرتها خطوة فى طريق طويل وشائك نحو الهدف الاسمى بتخلى الحب الواحد عن سدة الحكم التى قفز اليها عسكريا قبل ان يتحول الى حزب مدنى وان كان رئيسه لا يزال رئيسا للمؤسسة العسكرية حتى الان. ولكن خاب فال المواطن السودانى منذ بداية العام اذ ان الموازنة التى اجازها البرلمان لتكون هاديا للعام لم تصمد الا خمسة ايام فقط قبل ان تنهار وتدخل الى البرلمان مرة اخرى فى الخامس من يناير لتعديلها بسحب الدعم وزيادة المحروقات الامر الذى اصاب الشارع بصدمة عنيفة لم تفلح كل الاتجاهات لامتصاصها اذ كانت الدواعى لها قناعة الحكومة بان الاستفتاء الذى سيجرى فى يناير نفسه سيؤدى الى انفصال الجنوب لا شك وهو الامر الذى تحقق بنسبة 98% كصدمة اخرى اصابت الشعب السودانى ليكن يناير بذلك شهرا للكوارث بديلا لشهر مارس الذى اشتهر بها الامر الذى دفع العديد من الشباب ليقودوا تحركات بدأت عبر الفيس بوك للتحرك ضد النظام شجعهم فى ذلك اندلاع ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من البلدان العربية والافريقية الا ان المحاولات وئدت فى مهدها يقمع السلاح الذى استخدمته السلطات لمكافحة التظاهرات غير ان فبراير نفسه شهد الاعلان الرسمى عن انفصال الجنوب.
مثل الانفصال حقبة جديدة اتخذها نظام الانقاذ والمؤتمر الوطنى زريعة لتجويع الشعب عبر مزاعم ذهاب عائدات البترول رغم ان البترول لم ينقطع عائده فعليا حتى يوليو موعد اعلان دولة الجنوب
كان شهر ديسمبر الاسواء اذ انه شهد تقديم تقارير المراجع العام بالولايات والمركز ولم يخلوا اى تقرير منها من اعتداء على المال العام حتى ولاية القضارف التى تمشدق واليها بان التقرير لايحوى حالة اعتداء واحدة وجدت فيه مخالفات ارتكبتها احدث وزارة فى الحكومة. كذلك كشف التقرير الخاص بولاية الجزيرة فداحة ما ارتكبه واليها الذى اخذ من مال الولاية ليسدد دين احد جنوده الهاربين بقوت مواطنيه والثابت ان اى ولاية لم تسلم من الاعتادء على اموال المواطنين التى اتخذ الجهاز التنفيذى حارسا عليها فصار حاميها حراميها.
العم 2011 يمضى الان وفى قلوب الشعب السودانى من الحسرة ما يكفى كل البشر فقط ياملون ان ياتى العام الجديد بما فيه الفائدة لهم الا انهم يضعون نصب اعينهم ما قاله القيادى بالحزب الحاكم مهدى ابراهيم بالامس اذ قال لا فض فوه "لا نريد ان نخدع الشعب....امامنا ثلاث سنوات عصيبة"
محجوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق